كيف تتحضر للأمتحان

كيف تتحضر للأمتحان
السؤال الذي يُسأل هو: هل يمكن التهيؤ للامتحان؟ والإجابة هي نعم، لكن عملية التهيُؤ يجب أن تكون حسب برنامج عمل واضح ومدروس لكي تكون مُجدية وناجعة وليست مضيعةً للوقت والطاقات.

عملية التهيؤ للامتحان هي عملية ذات أهمية بالغة وخلالها يتم تطوير كل المهارات والقدرات اللازمة لمعالجة الامتحان وهذه الأمور هي:

  •  بناء التوجه الصحيح والرؤيا الصحيحة للامتحان .
  • بناء خط التفكير الذي يُلاءم نمط الامتحان .
  •  تذويت مهارات وآليات الحل المطلوبة.
  •  تطوير الثقة بالنفس عند الطالب.

 التهيئة النفسانية الصحيحة للامتحان:

أ. أولاً وأهم خطوة في عملية التهيؤ للامتحان هي: بناء التوجه الصحيح والرؤيا الصحيحة للامتحان.
من المهم جداً أن يُدرك الطالب الامتحان بشكل صحيح وأن يُبنى له توجه تعامل ملائم. أن هذه النقطة هي حجر الأساس في عملية التحضير والتهيؤ للامتحان وهي ذات أهمية بالغة في تطوير الثقة بالنفس عند الطالب، فكثير من الإشاعات تتناقل بين الطلاب بخصوص الامتحان، وبعض المعاهد تبذل قصارى جهودها في تطوير رؤيا عند الطلاب تخدم مصلحتهم ولا تخدم مصلحة الطالب، ولذلك يجب الأخذ برأي الجهات المُختصة والخبيرة فقط وعدم تصديق كل ما يُقال عن الامتحان.

ب. بناء خط التفكير الصحيح:
خط التفكير الصحيح يجب أن يكون سهل، بسيط، خالٍ من التعقيدات، يرتكز على طرق حل مُختصرة تُوّفر الوقت. أن خط التفكير هذا من المفروض أن يخدم الطالب أثناء الامتحان ويجعله يدرك ويعالج الامتحان بصورة ناجعة أثناء الامتحان الحقيقي ويُمّكِنَهُ من حل الأسئلة خلال وقت قياسي. من هذا المُنطلق تبرز أهمية البرنامج التعليمي في الدورة الذي يأخذ بيد الطالب يُرشده ويوجهه كيف يرى مُعطيات السؤال وكيف يحله، فطبيعة أسئلة الامتحان تتكرر نفسها في كل امتحان ،لذلك إذا عمل الطالب حسب برنامج عمل مدروس وواضح لا بد أن يصل إلى علامة جيدة؛ فقد قيل منذ زمن بعيد من صار على الدرب وصل، والبرنامج التعليمي هو الدرب الذي يقودك إلى الهدف.

ج. تذويت المواد وطرق الحل:
في كل عملية تعليمية تبرز أهمية مرحلة التذويت للمواد التعليمية .في هذه المرحلة من المفروض أن يُسيطر الطالب على كل النقاط التي تم تعليمها في كل نوع من أنواع الأسئلة،يفهم ويدرك بصورةٍ عميقة كل طرق الحل المُختصرة ويجيد تطبيقها بصورةٍ شاملة.

هذه المرحلة تتم من خلال الدراسة البيتية، ويجب أن تتم حسب برنامج عمل بيتي مدروس شامل وواضح، يعمل حسبه الطالب في البيت. من هنا، هنالك أهمية بالغة لبرنامج العمل ألبيتي المدروس، فبرنامج العمل ألبيتي المدروس هو أمرٌ حاسم في عملية التحضير للامتحان، من خلاله يُطور الطالب كل المهارات وآليات العمل التي يحتاجها للإمتحان، ولذلك على الطالب أن يحصل في الدورة على برنامج واضح للدراسة البيتية مدروس بكل زواياه.

د. تطوير الثقة بالنفس
إن الثقة بالنفس هي أهم ركائز النجاح في امتحان البسيخومتري، فمن المُهم جداً أن يكون المُتقدم للامتحان يثق بقدراته ومقتنع أنه قام بكل ما يجب القيام به لكي يحصل على العلامة المرجوّة.

من تجربتنا مع الطلاب نُلاحظ أن الطلاب التي تتمرن بشكل جدي في البيت وتدرس بشكل نظامي ومنتظم، تكتسب الثقة بالنفس وتقتنع أنها قادرة على اجتياز الامتحان والحصول على علامة عالية. من هنا نشدد على أهمية الدراسة البيتية في عملية تطوير الثقة بالنفس.

هـ. التهيئة النفسانية الصحيحة للامتحان
الأيام الأخيرة قبل الامتحان هي ذات الأهمية البالغة في تحصيل الطالب ففي اليومين الأخيرين قبل الامتحان على الطالب أن يدخل لجو الامتحان وان يحاول تهدئة نفسه وأعصابه والابتعاد قدر الإمكان عن القيام بأي فعاليات التي من شأنها أن تُشّرِد تفكيره وإدراكه وتشغله بأمور أخرى. من المهم جداً أن يحصل الطالب على قسط وافر من الراحة وان يحاول أن ينام بين 10-8 ساعات يومياً في الأسبوع الأخير قبل الامتحان، فهنالك علاقة واضحة بين قدرة تركيز الطالب أثناء الامتحان وعدد ساعات النوم في الأيام الأخيرة قبل الامتحان.

ساعة الامتحان
على الطالب أن يعرف كيف يدير الامتحان، كيف يواجه المواقف المختلفة التي قد تتطور خلال حله للامتحان،كيف يواجه الأمور إذا تعقدت معه ،أن يحاول عدم الشرود طيلة فترة الامتحان والحفاظ على مُستوى تركيز عالٍ طيلة فترة الامتحان.

أن هذه النقاط جوهرية جداً في التحضير للامتحان إذ قد يكون الطالب قد تهيأ ودرس بصورة ممتازة لكنه في الأسبوع الأخير لم يُهيئ نفسه جيداً من الناحية النفسية فيذهب كل تعبه سُداً، أو أنه قد يُصاب بنوع من الشلل الفكري خلال الامتحان، ما يسمى Black Out، نتيجة الضغوطات النفسية التي يواجهها، وبالتالي لن يقدر على حل الامتحان بصورة متتالية وبذهنٍ صافٍ. وهنا تكمن الأهمية البالغة للقدرات النفسية عند الطالب وطريقة معالجته للأمور عندما يتواجد تحت ضغط نفساني،وهذا كله يعود إلى التهيئة النفسية الصحيحة.